للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبول خبر الطبيب المسلم العدل. وغير المسلم والمسلم غير العدل]

- وسئل العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-:

عن رجل يذكر أنه مصاب بمرض السل، ويعالج منه مدة سنتين وألزمه الأطباء بترك الصيام شهري رمضان، وخوفوه بأنه إذا صام انتكس عليه المرض، وكذلك أعطوه تقريرًا بترك الصيام خمس سنوات. إلى آخر ما ذكر. ويستفتي عن حكم ترك الصيام هذه المدة؟

فأجاب: الحمد لله. قال الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمهَ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ منْ أَيام أُخَرَ) [البقرة: ١٨٥] . أي ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام أو يؤذيه أو كان في حال سفر فله أن يفطر، وعليه قضاء عدة ما أفطره من الأيام، ولهذا قال الله تعالى: (يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسرَ وَلاَ يرُيدُ بِكُمُ الْعُسرَ) [البقرة: ١٨٥] ونص العلماء على أنه إذا أخبر طبيب مسلم ثقة بأن الصيام مما يضر بهذا المريض أو يمكن منه العلة أو يبطئ البُرء ونحو ذلك فإن ترك الصيام في مثل هذه الحالة جائز شرعاً. فإن كان الطبيب غير مسلم أو مسلما لكنه غير عدل فلا يقبل قوله إلا عند الضرورة مثل ألا يتمكن من سؤال غيره فإذا وجدت الضرورة وحفت القرائن على صدق غير المسلم ونحوه بأن يحس المريض من نفسه بذلك أو يكون مشتهرا أن هذا المرض مما يتمكن بالصيام ويصعب برؤه، فحينئذ يجوز ترك الصيام حتى يعافيه الله ويقوى عليه بدون ضرر. أما ما مضى من الأشهر فعليك قضاؤها بعد البرء ولا كفارة في تأخيرها لأن تركك لها لاستمرار المرض معك. والسلام عليكم (١) .

- وسئل أيضًا العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-:

مريض مصاب بدرن رئوي، ومعه شهادة من الطبيب المختص ينصحه بعدم الصيام خمس سنوات متتاليات، ويسأل عن الحكم في ذلك؟

فأجاب: الحمد لله. قبول قول الطيب المسلم الثقة في هذه الأمور سائغ يجوز تأخير الصيام في المدة المذكورة عملا بقوله. وأما غير المسلم الثقة فلعله يسوغ قبول قوله في مثل


(١) "فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (٤/١٨٢، ١٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>