للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَفَاوتٍ} (١) ، وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما؛ فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه، والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي، ليس بعضه مخالفاً لبعض.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فقال: ((ويحك! إن الله لا يُستشفع به على أحد من خلقه، إن شأنه أعظم من ذلك، إن عرشه على سماواته هكذا)) وقال بيده مثل القبة: ((وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد براكبه)) (٢) . رواه أبو داود وغيره من حديث جبير بن مطعم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي ((الصحيحين)) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا سألتم الله الجنة؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن)) (٣) ؛ فقد أخبر أن الفردوس هي الأعلى والأوسط، وهذا لا يكون إلا في الصورة المستديرة، فأما المربع ونحوه؛ فليس أوسطه أعلاه، بل هو متساوٍ.

وأما إجماع العلماء؛ فقال إياس بن معاوية - الإمام المشهور قاضي البصرة من التابعين -: السماء على الأرض مثل القبة.

وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير


(١) الملك: ٣.
(٢) [ضعيف] . رواه أبو داود في (السنة، باب في الجهمية، رقم ٤٧٢٦) من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه. وانظر: ((ضعيف سنن أبي داود)) .
(٣) رواه البخاري في (الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، ٢٧٩٠، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء، ٧٤٢٣) ؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>