للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: الدخ الدخ. قال: ((اخسأ؛ فلن تعدو قدرك، فإنما أنت من إخوان الكهان)) (١) .

وكذلك إذا كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبروا به، وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت؛ فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة؛ كما قال تعالى: {إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوا} (٢) ، وقد ثبت في ((صحيح البخاري)) عن أبي هريرة: أن أهل الكتاب كانوا يقرأون التوراة ويفسرونها بالعربية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا حدثكم أهل الكتاب؛ فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه، وقولوا: {آمَنَّا باللهِ وما أُنْزِلَ إلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إلَيْكُمْ وإلهُنا وإلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمونَ} (٣) (٤) ؛ فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه ولم يصدقوه ولم يكذبوه.

وقد روي عن أبي موسى الأشعري أنه أبطأ عليه خبر عمر وكان هناك امرأة لها قرين من الجن، فسأله عنه، فأخبره أنه ترك عمر يَسم إبل


(١) رواه البخاري في (الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، رقم ١٣٥٥، وفي الجهاد والسير، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، رقم ٣٠٥٥) ، ومسلم في (الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد، رقم ٢٩٣١) ؛ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ورواه مسلم في (الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد، رقم ٢٩٢٤) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(٢) الحجرات: ٦.
(٣) العنكبوت: ٤٦.
(٤) [صحيح] . رواه أبو داود في (العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب، رقم ٣٦٤٤) ، وأحمد في ((المسند)) (٤ / ١٣٦) ؛ من حديث أبي نملة الأنصاري. وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (٢٨٠٠) . ولم أجده في البخاري كما ذكر المؤلف.

<<  <   >  >>