للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتّعليم الإلهي والتّثبيت في مواطن الضّعف التي قد يتعرّض البشر لها. {فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} في حالتي الطّفولة والكهولة أو الضعف والقوة. {الْكِتابَ} كلّ ما يكتب. {وَالْحِكْمَةَ} العلم النافع. {وَالتَّوْراةَ} الكتاب الذي أنزله الله على موسى، وفيه الشرائع والأحكام. {وَالْإِنْجِيلَ} الكتاب الذي أنزله الله على عيسى، وفيه المواعظ‍ والأخلاق.

{وَإِذْ تَخْلُقُ} تجعل الشيء بمقدار معين بإذن الله وإرادته، ويستعمل الخلق في إيجاد الله الأشياء بتقدير معين في علمه. {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} كصورته، والكاف: اسم بمعنى مثل، مفعول به.

{بِإِذْنِي} بإرادتي. {الْأَكْمَهَ} من ولد أعمى، وقد يطلق أيضا على من طرأ له العمى بعد الولادة. {الْأَبْرَصَ} البرص: بياض بقع في الجسد لعلّة مرضية. {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ} حين همّوا بقتلك. {إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ} المعجزات. {سِحْرٌ} السّحر: هو تمويه وتخييل، به يرى الإنسان الشيء على غير حقيقته.

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ} أمرتهم على لسانه، والحواريون، خلصاء عيسى وصحبه المخلصون. {أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي} أي عيسى.

المناسبة:

كان المقصود من قوله تعالى للرّسل: {ماذا أُجِبْتُمْ} توبيخ من تمرّد من أممهم، وأشدّ الأمم حاجة إلى التّوبيخ واللّوم: النّصارى الذين ألّهوا عيسى عليه السّلام؛ لأن طعن سائر الأمم كان مقصورا على الأنبياء، وأما النّصارى فتعدّى طعنهم إلى جلال الله وكبريائه حيث وصفوه بما لا يليق بعاقل أن يصف الإله به، وهو اتّخاذ الزّوجة والولد، لذا كانت هذه الآيات مذكّرة بأنواع النّعم على عيسى عليه السّلام، وهي بالتالي معجزات أيّده الله بها لإظهار صدقه، كما أيّد سائر الأنبياء بالمعجزات، والمقصود منه: توبيخ النّصارى وتقريعهم على سوء مقالتهم، فإنّ كلّ واحدة من تلك النّعم تدلّ على أنّ عيسى بشر عبد الله وليس بإله.

<<  <  ج: ص:  >  >>