للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصول المحرّمات على النّاس

{قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣)}

الإعراب:

{ما ظَهَرَ مِنْها}: {إِنَّما}: في موضع نصب على البدل من {الْفَواحِشَ}. {وَأَنْ تُشْرِكُوا} في موضع نصب بالعطف على {الْفَواحِشَ}، وكذلك قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا}.

البلاغة:

{ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ} يوجد طباق بين {ظَهَرَ} و {بَطَنَ}.

{ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً} فيه تهكم؛ لأنه لا يجوز أن ينزل برهانا بأن يشرك به غيره.

المفردات اللغوية:

{الْفَواحِشَ} الأفعال الزائدة في القبح، التي تنفر منها الفطر السليمة والعقول الراجحة، وهي الكبائر مثل الزنى والقذف والسّب القبيح والبخل ونحوها. {ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ} أي الجهرية والسرية. {وَالْإِثْمَ} المعصية مطلقا، وهي تشمل الكبائر كما ذكر والصغائر مثل النظر بشهوة لغير الزوجة. {وَالْبَغْيَ} الظلم وتجاوز الحدود في الفساد والحقوق. {سُلْطاناً} حجّة.

{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} من تحريم ما لم يحرم وغيره.

المناسبة:

وجه الرّبط‍ بين هذه الآية وما قبلها واضح، فلما أنكر تعالى على المشركين وغيرهم تحريم ما ليس بحرام كالزينة وطيبات الرّزق، ذكر هنا أنواع المحرّمات وأصولها وهي خمسة، جميعها مما يكسبه الإنسان لا من الخلقة والموهبة الفطرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>