للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظلم ممن افترى على الله الكذب، بنسبة الشريك والولد إليه. {أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ} القرآن.

{يَنالُهُمْ} يصيبهم. {نَصِيبُهُمْ} حظّهم. {مِنَ الْكِتابِ} مما كتب لهم في اللوح المحفوظ‍ من الرّزق والأجل وغير ذلك. {حَتّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا} أي ملائكة الموت، و {حَتّى} ليست غاية، بل هي ابتداء خبر عنهم، ابتدئ بها الكلام. {قالُوا} لهم تبكيتا. {تَدْعُونَ} تعبدون.

{ضَلُّوا عَنّا} غابوا عنّا، فلم نرهم. {وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ} عند الموت.

{اُدْخُلُوا فِي أُمَمٍ} في جملة أمم سابقة. {فِي النّارِ} متعلّق بادخلوا. {كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ} النّار. {لَعَنَتْ أُخْتَها} التي قبلها لضلالها بها. {اِدّارَكُوا} تلاحقوا واجتمعوا في النّار.

{أُخْراهُمْ} منزلة وهم الأتباع. {لِأُولاهُمْ} منزلة أي لزعمائهم وقادتهم وهم المتبوعون، ومعنى {لِأُولاهُمْ}: لأجل أولاهم، لأن خطابهم مع الله، لا معهم. {عَذاباً ضِعْفاً} مضاعفا على مثله مرّة أو مرّات. {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} لكلّ منكم ومنهم عذاب مضاعف، لأن كلاّ من القادة والأتباع كانوا ضالّين مضلّين. {وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ} ما لكلّ فريق.

{فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ} عطفوا هذا الكلام على قول الله تعالى للسّفلة: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} أي فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا، لأنكم تكفرون بسببنا، فنحن وأنتم متساوون في استحقاق الضّعف.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى عاقبة المكذّبين بآيات الله، المستكبرين عن قبولها، ذكر هنا أن من أشنعهم ظلما وأعظمهم بغيا من يتقوّل على الله ما لم يقله، أو يكذّب ما قاله، والأوّل: مثل من يثبت الشّريك لله من أصنام أو كواكب أو بنات وبنين، أو ينسب الأحكام الباطلة إلى الله تعالى، والثاني كمن ينكر أن القرآن نزل من عند الله تعالى على رسوله، أو أنكر نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم.

التفسير والبيان:

لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب، بأن أوجب ما لم يوجبه، أو حرّم ما لم يحرّمه، أو نسب إلى دينه حكما لم ينزله، أو نسب إلى الله ولدا أو شريكا.

أو كذّب بآيات الله المنزلة بأن أنكر القرآن مثل كفار العرب، أو لم يؤمن بالنّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، أو استهزأ بالآيات أو تركها مفضلا عليها غيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>