للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{وَمَنْ أَظْلَمُ} استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد أظلم منه. {لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ} التنكير للتهويل أي خزي هائل لا يوصف.

{عَلِيمٌ} صيغة مبالغة، أي واسع العلم.

المفردات اللغوية:

{وَمَنْ أَظْلَمُ} استفهام إنكاري ويفيد النفي. والظلم: وضع الشيء في غير موضعه.

والمسجد: موضع العبادة لله تعالى. {وَسَعى فِي خَرابِها} تخريبها وهدمها وتعطيلها، نزلت إخبارا عن الروم الذين خربوا بيت المقدس، أو في المشركين لما صدوا النبي صلّى الله عليه وسلّم عام الحديبية عن البيت.

{أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ} خبر بمعنى الأمر، أي أخيفوهم بالجهاد، فلا يدخلها أحد آمنا. {خِزْيٌ} ذلّ وهوان بالقتل والسبي وفرض الجزية. {عَذابٌ عَظِيمٌ} هو النار.

{فَثَمَّ} هناك. {وَجْهُ اللهِ} جهته وقبلته التي رضيها. {واسِعٌ} يسع فضله كل شيء، فلا يحصر ولا يتحدد. {عَلِيمٌ} شامل العلم بتدبير خلقه.

سبب نزول الآية (١١٤):

هناك روايتان عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية، ففي رواية الكلبي عنه: نزلت في ططلوس الرومي وأصحابه من النصارى، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل، فقتلوا مقاتلتهم، وسبوا ذراريهم، وحرفوا التوراة، وخربوا بيت المقدس، وقذفوا فيه الجيف.

وقال قتادة: هو بختنصر وأصحابه غزوا اليهود، وخربوا بيت المقدس، وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم.

وفي رواية عطاء عن ابن عباس: نزلت في مشركي أهل مكة، ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أن قريشا منعوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>