للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{زَحْفاً} أي مجتمعين، كأنهم لكثرتهم يزحفون؛ لأن الكل كجسم واحد متصل، فيظن أنه بطيء وهو في الواقع سريع، والمراد: جيشا زاحفين نحوكم لقتالكم. {الْأَدْبارَ} جمع دبر وهو الخلف، ويقابله القبل، ويكنى بهما عن السوأتين، والمراد من قوله: {فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ} الهرب منهزمين. {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} أي يوم لقائهم {مُتَحَرِّفاً} منحرفا أو منعطفا إلى جانب آخر مظهرا الانهزام خدعة ثم يكر، بأن يريهم الفرار مكيدة، وهو يريد الكرة {مُتَحَيِّزاً} منحازا أو منضما إلى جماعة أخرى ليقاتل العدو معها، والفئة: الجماعة من المسلمين التي يستنجد بها. وأصل الفئة: الطائفة من الناس {باءَ} رجع متلبسا به {وَمَأْواهُ} المأوى: الملجأ الذي يأوي إليه الإنسان أو الحيوان {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} المرجع هي.

{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ} ببدر بقوتكم {وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ} بنصره إياكم {وَما رَمَيْتَ} يا محمد أعين القوم {إِذْ رَمَيْتَ} بالحصى؛ لأن كفا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر {وَلكِنَّ اللهَ رَمى} بإيصال ذلك إليهم، ليقهر الكافرين.

{لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً} ليختبر المؤمنين منه اختبارا حسنا بالغنيمة، والاختبار يكون بالنقم لمعرفة الصبر، وبالنعم لمعرفة الشكر، والمراد هنا الاختبار بالنعم {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ} لأقوالهم {عَلِيمٌ} بأحوالهم.

{ذلِكُمْ} الإبلاء حق {وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ} مضعف {كَيْدِ الْكافِرِينَ} تدبيرهم الذي يقصد به غير ظاهره {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا} تطلبوا أيها الكفار الفتح والنصر في الحرب أي الفصل والقضاء في الأمر، حيث قال أبو جهل: «اللهم أينا كان أقطع للرحم، وأتانا بما لا نعرف، فأحنه الغداة» أي أهلكه {فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ} القضاء بهلاك من هو كذلك، وهو أبو جهل ومن قتل معه. {وَإِنْ تَنْتَهُوا} عن الكفر والحرب {وَإِنْ تَعُودُوا} لقتال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم {نَعُدْ} لنصره عليكم {وَلَنْ تُغْنِيَ} تدفع {فِئَتُكُمْ} جماعتكم.

سبب النزول:

نزول الآية (١٧):

{وَما رَمَيْتَ}: المشهور عند أكثر المفسرين أن هذه الآية نزلت في رمي النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يوم بدر القبضة من حصباء الوادي، حين قال للمشركين: شاهت الوجوه، ورماهم بتلك القبضة، فلم يبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>