للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{إِذْ أَنْتُمْ} {إِذْ}: بدل من قوله: {يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ} و {بِالْعُدْوَةِ}: بضم العين وكسرها، و {الْقُصْوى}: حقها أن يقال: القصيا مثل الدنيا، إلا أنه جاء شاذا. والركب: (اسم جمع، وليس بجمع تكسير لراكب) بدليل تصغيره على ركيب، إذ لو كان جمع تكسير لقيل: رويكبون، كما يقال في تكسير شاعر: شويعرون، يرد إلى الواحد ثم يصغر، ثم يؤتى بعلامة الجمع. و {الرَّكْبُ}: مبتدأ، و {أَسْفَلَ}: خبره، وهو وصف لظرف محذوف، تقديره: والركب مكانا أسفل منكم.

{لِيَقْضِيَ} متعلق بمحذوف، أي ليقضي أمرا كان واجبا أن يفعل وهو نصر أوليائه وقهر أعدائه. و {لِيَهْلِكَ} بدل منه.

{حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} حي: فيه إدغام، أصله حيي وأدغم للزوم الحركة في آخره، وقرئ بالإظهار أي بفك الإدغام للحمل على المستقبل، أي لإجراء الماضي على المستقبل، والمستقبل لا يجوز فيه الإدغام، فلا يقال: يحيّا.

{إِذْ يُرِيكَهُمُ} {إِذْ}: في موضع نصب بفعل مقدر، تقديره: واذكر إذ يريكهم الله.

{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ} إذ: معطوف على {إِذْ} الأولى، وردّت الواو ميم الجمع مع الضمير.

والضميران مفعولان.

البلاغة:

{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا} بين الدنيا والقصوى طباق.

{لِيَهْلِكَ} و {يَحْيى} استعار الهلاك والحياة للكفر والإيمان أو الإسلام.

المفردات اللغوية:

{إِذْ} بدل من يوم في قوله {يَوْمَ الْفُرْقانِ}. {أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا} أي أنتم كائنون بشط‍ الوادي أو جانبه، و {الدُّنْيا}: القربى أي القريبة من المدينة. {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى} أي البعدى من المدينة وهي مؤنث الأقصى. {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} أي العير كائنون بمكان أسفل منكم أي مما يلي البحر. {وَلَوْ تَواعَدْتُمْ} أنتم والنفير للقتال. {وَلكِنْ لِيَقْضِيَ} جمعكم بغير ميعاد، ليحقق أمرا كان مفعولا في علمه، وهو نصر الإسلام ومحق الكفر. {لِيَهْلِكَ} فعل ذلك ليكفر من كفر بعد حجة ظاهرة قامت عليه، وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير، أو ليموت من يموت عن بينة عاينها، {وَيَحْيى} أي ويعيش من يعيش عن حجة شاهدها، لئلا

<<  <  ج: ص:  >  >>