للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ} تشبيه مرسل مجمل.

المفردات اللغوية:

{وَاللهُ يَدْعُوا} إلى الإيمان الموصّل إلى الجنة {دارِ السَّلامِ} أي السلامة وهي الجنة، وتخصيص الجنة بهذا الاسم للتنبيه على ذلك {وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} هدايته بالتوفيق {إِلى صِراطٍ‍ مُسْتَقِيمٍ} دين الإسلام. وفي تعميم الدعوة بقوله: {يَدْعُوا} وتخصيص الهداية بالمشيئة دليل على أن الأمر غير الإرادة، وأن المصر على الضلالة لم يرد الله رشده.

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} بالإيمان {الْحُسْنى} المثوبة الحسنى وهي الجنة {وَزِيادَةٌ} ما يزيد على المثوبة تفضلا، وهي النظر إلى الله تعالى، كما في حديث مسلم وقيل: الزيادة: الفضل أو تضعيف الحسنات إلى عشر أمثالها. ودليل التفضل قوله تعالى: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء ١٧٣/ ٤ وغيرها]. {وَلا يَرْهَقُ} يغشى {قَتَرٌ} غبرة فيها سواد {وَلا ذِلَّةٌ} كآبة وهوان، والمعنى لا يرهقهم ما يرهق أهل النار، أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك من حزن وسوء حال {خالِدُونَ} دائمون لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمها، بخلاف الدنيا وزخارفها.

{وَالَّذِينَ كَسَبُوا} عطف على الذين أحسنوا، أي وللذين كسبوا السيئات أي عملوا الشرك {بِمِثْلِها} أي أن يجازى سيئة بسيئة مثلها لا يزاد عليها {مِنْ عاصِمٍ} {مِنَ} زائدة، و {عاصِمٍ}: مانع يعصمهم من سخط‍ الله ومن جهة الله ومن عنده، بخلاف المؤمنين الذين لهم مانع يعصمهم {أُغْشِيَتْ} ألبست {قِطَعاً} جزءا {مُظْلِماً} لفرط‍ سوادها وظلمتها. {أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ} أي أولئك الكفار، فالآية في الكفار، لاشتمال السيئات على الكفر أو الشرك، ولأن الذين أحسنوا يتناول أصحاب الكبيرة من أهل القبلة، فلا يتناولهم قسيمه.

المناسبة:

بعد أن نفّر الله تعالى الغافلين عن الميل إلى الدنيا بالمثل السابق، رغبهم في الآخرة، ووصف حال المحسنين والمسيئين فيها. ووجه الترغيب في الآخرة:

ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مثلي ومثلكم شبه سيد، بنى دارا، ووضع مائدة، وأرسل داعيا، فمن أجاب الداعي، دخل الدار، وأكل من المائدة، ورضي عنه السيد. ومن لم يجب لم يدخل ولم يأكل ولم يرض عنه السيد، فالله

<<  <  ج: ص:  >  >>