للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} استعارة، عبر عن الالتباس والستر بالغمة، أي لا يكن أمركم مبهما، فيكون كالغمة.

المفردات اللغوية:

{وَاتْلُ} يا محمد {عَلَيْهِمْ} أي على كفار مكة {نَبَأَ نُوحٍ} خبره مع قومه {كَبُرَ عَلَيْكُمْ} عظم وشق عليكم {مَقامِي} قيامي أو إقامتي ومكثي فيكم. {وَتَذْكِيرِي} وعظي إياكم بآيات الله {تَوَكَّلْتُ} وثقت به {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} فاعزموا عليه عزما لا تردد فيه أي اعزموا على أمر تفعلونه بي {وَشُرَكاءَكُمْ} أي مع شركائكم {ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ} في قصدي {عَلَيْكُمْ غُمَّةً} مستورا خفيا، بل أظهروه وجاهروني به، والغمة: الستر واللبس {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} أدّوا إلى ذلك الأمر الذي تريدون بي، ونفذوه بي {وَلا تُنْظِرُونِ} تمهلوني ولا تؤخروني، فإني لست مباليا بكم.

{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} أعرضتم عن تذكيري {فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} أي فما طلبت منكم ثوابا عليه يوجب تولّيكم لثقله عليكم واتهامكم إياي لأجله {إِنْ أَجْرِيَ} أي ما ثوابي على الدعوة والتذكير {إِلاّ عَلَى اللهِ} أي فهو يثيبني به، سواء آمنتم أو توليتم {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} المنقادين لحكمه، لا أخالف أمره، ولا أرجو غيره.

{فَكَذَّبُوهُ} فأصروا على تكذيبه بعد ما ألزمهم الحجة، وبيّن أن توليهم ليس إلا لعنادهم وتمردهم، فحقت عليهم كلمة العذاب {فَنَجَّيْناهُ} من الغرق {وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} السفينة، وكانوا ثمانين.

{وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ} أي وجعلنا من معه يخلفون غيرهم في عمارة الأرض وسكناها، وهي جمع خليفة {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} بالطوفان {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} من إهلاكهم، فكذلك نفعل بمن كذّب. وهذا تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن كذّب الرسول صلى الله عليه وسلّم وتسلية له.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى الأدلة الدالة على الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء يوم القيامة، وفنّد شبهات المشركين وكشف عنادهم لرسوله صلى الله عليه وسلّم وتكذيبهم له، ذكر هنا بعض قصص الأنبياء، تسلية للرسول صلى الله عليه وسلّم ليتأسى بهم، فيهون عليه ما يتعرض له من الشدائد والمكائد، وتذكيرا للمشركين بمن سبقهم في مثل فعلهم، وكيف كانت عاقبة المكذبين للرسل عليهم السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>