للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَنِيفاً} حال من {لِلدِّينِ} أو من الوجه {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} معطوف على قوله: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. {فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ} جزاء للشرط‍ وجواب لسؤال مقدر عن تبعة الدعاء.

البلاغة:

{ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} بينهما طباق.

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ.}. {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} بين الجملتين مقابلة.

{فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} إظهار الفضل في موضع الضمير للدلالة على أنه متفضل بما يريد لهم من الخير، لا استحقاق لهم عليه.

المفردات اللغوية:

{يا أَيُّهَا النّاسُ} خطاب لأهل مكة وغيرهم. {فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} أي في صحته وأنه حق {مِنْ دُونِ اللهِ} أي غيره وهو الأصنام، لشككم فيه. {يَتَوَفّاكُمْ} يقبض أرواحكم، والمعنى كما ذكر البيضاوي: هذا خلاصة ديني اعتقادا وعملا، فاعرضوها على العقل الصرف، وانظروا إليها بعين الإنصاف، لتعلموا صحتها: وهو أني لا أعبد ما تختلقونه وتعبدونه، ولكن أعبد خالقكم الذي هو يوجدكم ويتوفاكم. وإنما خص التوفي بالذكر للتهديد. {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي وأمرت بأن أكون من المصدقين بما دل عليه العقل ونطق به الوحي.

{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} أي وبأن أستقيم في الدين بأداء الفرائض والانتهاء عن القبائح.

{حَنِيفاً} مائلا عن الشرك وتوابعه إلى الدين الحق. {ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} بنفسه إن.

دعوته أو خذلته، فلا ينفعك إن دعوته، ولا يضرك إن لم تعبده. {فَإِنْ فَعَلْتَ} فإن دعوته وفعلت ذلك افتراضا.

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ} يصبك. {بِضُرٍّ} أي سوء من مرض أو ألم أو فقر. {فَلا كاشِفَ} رافع. {فَلا رَادَّ} فلا دافع لفضله الذي أرادك به. قال البيضاوي: ولعله ذكر الإرادة مع الخير، والمس مع الضر، مع تلازم الأمرين، للتنبيه على أن الخير مراد بالذات، وأن الضر إنما مسهم لا بالقصد الأول. {يُصِيبُ بِهِ} أي بالخير. {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أي فتعرضوا لرحمته بالطاعة، ولا تيأسوا من غفرانه بالمعصية.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى الأدلة على صحة الدين ووحدانية الخالق وصدق

<<  <  ج: ص:  >  >>