للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكافرون، وذكرى يتذكر بها المؤمنون. وخصّ هذه السورة بالذكر؛ لأن فيها أخبار الأنبياء والجنة والنار.

والحق: البراهين الدالة على التوحيد والعدل والنبوة.

والموعظة: التنفير من الاعتماد الكلي على الدنيا وما فيها من شقاوة، وإيثارها على الآخرة وما فيها من سعادة.

والذكرى: الإرشاد إلى الأعمال الصالحة الباقية.

وبعد هذا الإنذار والترهيب والترغيب أمر الله رسوله بقوله: {وَقُلْ لِلَّذِينَ} أي وقل للكافرين الذين لا يؤمنون بما جئت به من ربك، على وجه التهديد: اعملوا على طريقتكم ومنهجكم وحالكم، وافعلوا كل ما تقدرون عليه في حقي من الشرّ، كما قال شعيب عليه السّلام لقومه، فنحن أيضا عاملون على طريقتنا ومنهجنا وما نقدر عليه من الدعوة إلى الخير، وانتظروا بنا نهاية أمرنا، إما بموت أو غيره مما تتأملون، إنا منتظرون عاقبة أمركم، وما ينزل بكم من عقاب نزل بأمثالكم، إما من عند الله أو بأيدي المؤمنين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وانتظروا الهلاك، فإنا منتظرون لكم العذاب.

والتهديد بقوله: {اِعْمَلُوا.}. مثل قوله تعالى لإبليس: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ..}. [الإسراء ٦٤/ ١٧] وقوله سبحانه: {فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف ٢٩/ ١٨].

وتمني انتهاء أمر النبي حكاه الله عن المشركين بقوله: {أَمْ يَقُولُونَ: شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور ٣٠/ ٥٢].

وانتظار مصير الفريقين له شبيه في قوله تعالى: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ} [الأنعام ١٣٥/ ٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>