للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورابعها: قصة صالح مع قومه، كان في الناقة آيات كثيرة كخروجها من الصخرة وعظم خلقها، وظهور نتاجها عند خروجها، وكثرة لبنها.

والهدف من إيراد هذه القصص كما بينا الترغيب في الطاعة الموجبة للفوز بالجنان، والتحذير من المعصية المؤدية لعذاب النيران، وتسلية النبي صلّى الله عليه وسلّم بها عن تكذيب قومه له.

وأما مناسبة قوله تعالى: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ.}. فهو أنه تعالى لما ذكر أنه أهلك الكفار، فكأنه قيل: الإهلاك والتعذيب كيف يليق بالرحيم؟ فأجاب عنه بأني إنما خلقت الخلق ليكونوا مشتغلين بالعبادة والطاعة، فاذا تركوها وأعرضوا عنها، وجب في الحكمة إهلاكهم وتطهير وجه الأرض منهم. أو أن المراد من هذه الآية تصبير الله تعالى محمدا عليه السلام على سفاهة قومه، فإنه إذا عرف أن الأنبياء السابقين عاملتهم أممهم بمثل هذه المعاملات الفاسدة، سهل عليه تحمل السفاهات من قومه.

التفسير والبيان:

أي إن أصحاب الأيكة وهم قوم شعيب ظالمون، بسبب شركهم بالله، وقطعهم الطريق، ونقصهم المكيال والميزان، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة، وقد كانوا قريبي الزمان من قوم لوط‍ بعدهم، ومجاورين لهم في المكان، لذا لما أنذر شعيب قومه قال: {وَما قَوْمُ لُوطٍ‍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} [هود ٨٩/ ١١].

والأيكة: الشجر الملتف.

روى ابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن مدين وأصحاب الأيكة أمّتان بعث الله إليهما شعيبا».

<<  <  ج: ص:  >  >>