للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{وَقالُوا} أي قال المشركون منكرين للبعث. {وَرُفاتاً} بقايا ما تكسّر وبلي من كلّ شيء. {قُلْ: كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً} أي قل لهم يا محمد: كونوا أي شيء، حجارة أو حديدا، ولا تكونوا عظاما، فإنه يقدر على إحيائكم، والمعنى: أنكم تستبعدون أن يجدد الله خلقكم، ويردّه إلى حال الحياة، وإلى رطوبة الحي وغضاضته، بعد ما كنتم عظاما يابسة، مع أن العظام بعض أجزاء الحيّ، بل هي عمود خلقه الذي يبنى عليه سائره، فالله قادر على أن يردّها إلى حالتها الأولى.

ولو كنتم أبعد شيء عن الحياة ورطوبة الحي، بأن تكونوا حجارة يابسة، أو حديدا، مع أنها تتصف بالصّلابة، لكان الله قادرا على أن يردّكم إلى حال الحياة.

{أَوْ خَلْقاً مِمّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} يعني: أو خلقا مما يكبر عندكم عن قبول الحياة، ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه، فإنه يحييه، وينفخ فيه الرّوح. {مَنْ يُعِيدُنا} إلى الحياة؟ {فَطَرَكُمْ} خلقكم. {أَوَّلَ مَرَّةٍ} ولم تكونوا شيئا؛ لأن القادر على البدء قادر على الإعادة، بل هي أهون. {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ} سيحرّكون رؤوسهم تعجّبا واستهزاء. {وَيَقُولُونَ} استهزاء. {مَتى هُوَ} أي البعث. {أَنْ يَكُونَ قَرِيباً} خبر أو ظرف أي في زمان قريب.

{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} يناديكم من القبور على لسان إسرافيل. {فَتَسْتَجِيبُونَ} أي تجيبون الداعي.

{بِحَمْدِهِ} حال منهم، أي حامدين الله تعالى على كمال قدرته، أو منقادين لبعثه انقياد الحامدين عليه. {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً} وتستقصرون مدة لبثكم في القبور كالذي مرّ على قرية، أو مدّة حياتكم، لما ترون من الهول.

المناسبة:

بعد أن تكلّم الله تعالى في الإلهيّات، ثم أتبعه بذكر شبهات المشركين في النبوّات، ذكر في هذه الآية شبهاتهم في إنكار البعث والمعاد والقيامة، وردّ عليها بما ينقضها.

ومن المعلوم أن مدار القرآن على المسائل الأربعة، وهي: الإلهيّات، والنّبوّات، والمعاد، والقضاء والقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>