للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ، هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ، أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} أي كثيرا ما أهلكنا قبل العرب المشركين من الأمم والجماعات من الناس، لكفرهم بآيات الله وتكذيب رسله، فهل ترى منهم أحدا، أو تسمع لهم صوتا؟!

فقه الحياة أو الأحكام:

تضمنت الآيات ما يأتي:

١ - إذا أحب الله عبدا لتقواه، ورضاه عنه باتباعه شرع الله ودينه، كتب له المحبة والمودة في قلوب عباده الصالحين، وعند الملائكة المقربين، وإن كان مكروها عند الظلمة والكفار والفساق.

قال هرم بن حيّان: ما أقبل أحد بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم.

والنموذج الأول لذاك هو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والنماذج التي بعده هم كبار صحابته، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن عوف؛ جعل الله تعالى له في قلوب العباد مودة، لا يلقاه مؤمن إلا وقّره، ولا مشرك ولا منافق إلا عظّمه.

ومن كان محبوبا في الدنيا فهو كذلك في الآخرة؛ فإن الله تعالى لا يحب إلا مؤمنا تقيا، ولا يرضى إلا خالصا نقيا، جعلنا الله تعالى منهم بمنّه وكرمه.

٢ - نزل القرآن الكريم بلسان العرب ولغتهم، ليسهل عليهم فهمه.

٣ - عذب الله كثيرا من الأمم والجماعات عذاب الاستئصال؛ لكفرهم بالله، وتكذيبهم رسله الكرام، وأكرم الله الأمم بالنبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فرفع عنهم عذاب الإبادة والاستئصال.

<<  <  ج: ص:  >  >>