للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَيَنْسَخُ} {يُحْكِمُ} بينهما طباق. {وَإِنَّ الظّالِمِينَ} وضع الظاهر موضع المضمر، والأصل وإنهم قضاء عليهم بالظلم والمعاداة.

{أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} في قوله {عَقِيمٍ} استعارة، شبه يوم القيامة الذي لا ليل بعده ولا نهار بالمرأة العقيم التي لا تلد، لانقضاء الزمان، بعكس ما قبله من الأيام التي تعقبها الليالي، فهي بمنزلة الولدان لليالي.

المفردات اللغوية:

{رَسُولٍ} هو نبي أمر بالتبليغ، أو في الأصح من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها، والنبي: أعم من الرسول، فهو من لم يؤمر بالتبليغ، أو في الأصح من بعثه الله بتقرير شرع سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام، ولذلك شبه النبي صلّى الله عليه وسلم علماء أمته بهم، ويدل عليه أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن الأنبياء

فقال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، قيل: فكم الرسل منهم؟ قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيرا.

{تَمَنّى} قرأ {أُمْنِيَّتِهِ} قراءته، وألقى الشيطان أي ما ليس من المقروء الموحى به مما يرضاه المرسل إليهم {فَيَنْسَخُ اللهُ} يبطل ويزيل {يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ} يثبتها {وَاللهُ عَلِيمٌ} بأحوال الناس وبإلقاء الشيطان ما ذكر {حَكِيمٌ} فيما يفعله بهم، فإنه يفعل ما يشاء.

{فِتْنَةً} أي محنة وابتلاء واختبارا {مَرَضٌ} شك ونفاق {الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} هم الكفار الذي قست قلوبهم عن قبول الحق {وَإِنَّ الظّالِمِينَ} الكافرين {لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ} عداوة شديدة وبعد عن الحق، وخلاف طويل مع النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنين.

{الْعِلْمَ} التوحيد والقرآن أو أهل العلم المجردون عن التعصب والعناد {أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أن القرآن هو الحق النازل من عند الله {فَيُؤْمِنُوا بِهِ} أي بالقرآن أو بالله {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} تطمئن أو تنقاد وتخشى وتخضع {صِراطٍ‍ مُسْتَقِيمٍ} هو الطريق القويم وهو دين الإسلام، أو النظر الصحيح الذي يوصلهم إلى الحق.

{مِرْيَةٍ} شك {مِنْهُ} أي القرآن {السّاعَةُ} القيامة أو الموت، أو أشراط‍ الساعة {بَغْتَةً} فجأة {يَوْمٍ عَقِيمٍ} يوم منفرد عن سائر الأيام لشدته، والمراد به يوم حرب يقتلون فيه، كيوم بدر؛ لأن أولاد النساء يقتلون فيه فيصرن كالعقم، أو لأنه لا خير فيه كالريح العقيم التي لا تأتي بخير، أو هو يوم القيامة لا ليل بعده.

{الْمُلْكُ} السلطان والتصرف {يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة، والتنوين فيه ينوب عن الجملة التي دلت عليها الغاية، أي يوم تزول مريتهم {لِلّهِ} وحده {يَحْكُمُ} يقضي بين الكافرين

<<  <  ج: ص:  >  >>