للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{قُلْ: مَنْ رَبُّ السَّماواتِ..}. جوابه: قراءة من قرأ: سيقولون الله وأما قراءة {سَيَقُولُونَ لِلّهِ} فليس بجواب قوله تعالى: {قُلْ: مَنْ رَبُّ السَّماواتِ.}. وإنما هو جوابه من جهة المعنى؛ لأن معنى قوله: {مَنْ رَبُّ السَّماواتِ}: لمن السموات؟ فقيل في جوابه: {لِلّهِ}.

ونظيره ما بعده وهو قوله تعالى: {قُلْ: مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} فقال: لله، حملا على المعنى. وهذا كثير في كلام العرب.

البلاغة:

{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي إن كنتم تعلمون ذلك فأخبروني عنه، حذف جواب الشرط‍ لدلالة اللفظ‍ عليه.

{أَفَلا تَذَكَّرُونَ} {أَفَلا تَتَّقُونَ} استفهام بغرض الإنكار والتوبيخ.

{وَهُوَ يُجِيرُ، وَلا يُجارُ عَلَيْهِ} طباق السلب.

المفردات اللغوية:

{بَلْ قالُوا} أي كفار مكة {الْأَوَّلُونَ} آباؤهم ومن تبعهم {قالُوا} أي الأولون {أَإِنّا لَمَبْعُوثُونَ} استبعادا ولم يتأملوا أنهم كانوا قبل ذلك أيضا ترابا، فخلقوا {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أكاذيبهم التي كتبوها، جمع أسطورة، كأحدوثة وأعجوبة {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} خالقها ومالكها، أي إن كنتم من أهل العلم أو من العالمين بذلك. وهذا استهانة بهم، وتقرير لفرط‍ جهالتهم، وإلزام بما لا يمكن إنكاره ممن له شيء من العلم.

{سَيَقُولُونَ: لِلّهِ} أي أن العقل الصريح المجرد اضطرهم بأدنى نظر إلى الإقرار بأنه خالقها {قُلْ} بعد ما قالوه {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} تتعظون، فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>