للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترغيب في التدبر، ليعلموا بطلان ما هم عليه، وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} معناه الاستهانة بهم وتأكيد لفرط‍ جهلهم، وقوله: {أَفَلا تَتَّقُونَ} معناه التنبيه على أن اتقاء عذاب الله لا يحصل إلا بترك عبادة الأوثان والاعتراف بجواز الإعادة، وقوله: {فَأَنّى تُسْحَرُونَ} إثبات تناقضهم، إذ كيف تتقبل عقولهم عبادة أحد مع الله، مع اعترافهم الصريح بأن الله هو المالك الخالق المدبر.

[نفي الولد والشريك لله تعالى]

{مَا اِتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يَصِفُونَ (٩١) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (٩٢)}

الإعراب:

{عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} بالجر بدل من {اللهُ} في قوله تعالى: {سُبْحانَ اللهِ..}.

ويقرأ بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو عالم الغيب والشهادة.

البلاغة:

{مِنْ وَلَدٍ} {مِنْ إِلهٍ} ذكر حرف الجر الزائد تأكيد لنفي الولد والإله في الجملتين.

المفردات اللغوية:

{مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ} لتقدسه عن مماثلة أحد {وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ} يساهم أو يشاركه في الألوهية {إِذاً لَذَهَبَ} جواب شرط‍ حذف لدلالة ما قبله عليه، أي لو كان معه آلهة، كما يقولون، لذهب كل واحد منهم بما خلقه، واستبدّ واستقل به، وامتاز ملكه عن ملك الآخرين، ووقع بينهم التحارب والتنازع، كما هو حال ملوك الدنيا، فدل الإجماع والاستقراء وبرهان العقل على إسناد جميع الممكنات إلى واحد واجب الوجود. {وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ} لغالب بعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>