للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{سَلْ} فعل أمر، وأصله «اسأل» إلا أنه حذفت الهمزة تخفيفا، ونقلت حركتها إلى السين قبلها، فاستغنى عن همزة الوصل. و {كَمْ} منصوب على الظرف، وتقديره: كم مرة، وعامله: {آتَيْناهُمْ}. وجملة {آتَيْناهُمْ} مع {كَمْ} في موضع نصب مفعول ثان لفعل {سَلْ}. ولا يجوز أن يكون العامل في {كَمْ} هو {سَلْ}، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

{زُيِّنَ} لم يقل «زينت» وإن كانت {الْحَياةُ} مؤنثة لسببين، لوجود الفاصل بينهما، ولأن تأنيث الحياة ليس بحقيقي، فيجوز ترك علامة التأنيث، مثل: حسن الدار، واضطرم النار.

البلاغة:

{هَلْ يَنْظُرُونَ} استفهام إنكاري في معنى النفي، بدليل مجيء {إِلاّ} بعدها، أي ما ينتظرون. {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ} التنكير للتهويل. {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} عطف على المضارع:

{يَأْتِيَهُمُ اللهُ} للدلالة على تحققه، فكأنه قد كان. {فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} أظهر لفظ‍ الجلالة لتربية المهابة والروعة.

{زُيِّنَ} أورد بصيغة الماضي لكونه مفروغا منه، مستقرا في طبعهم. {وَيَسْخَرُونَ} عطف بالمضارع لإفادة استمرار السخرية منهم.

المفردات اللغوية:

{السِّلْمِ}: التسليم والانقياد، ويطلق على الصلح والسلام وعلى دين الإسلام، والمراد هنا الإسلام. {كَافَّةً} في اختيار السيوطي: حال من السلم، أي في جميع شرائعه، وقال أهل اللغة:

حال من {اُدْخُلُوا} أي جميعا. {خُطُواتِ الشَّيْطانِ} أي طرق، جمع خطوة، والمراد تزيينه ووساوسه بالتفريق. {عَدُوٌّ مُبِينٌ} بيّن العداوة. {زَلَلْتُمْ} ملتم عن الدخول في الإسلام جميعه، والزلل في الأصل: عثرة القدم، ثم استعمل في الانحراف عن الحق. {الْبَيِّناتُ} الحجج الظاهرة والأدلة التي ترشد إلى أن الإسلام الذي دعيتم إليه هو الحق. {عَزِيزٌ} غالب لا يعجزه شيء عن الانتقام منكم. {حَكِيمٌ} في صنعه، يعاقب المسيء، ويكافئ المحسن. {هَلْ يَنْظُرُونَ} ما ينتظرون أي تاركو الدخول فيه. {يَأْتِيَهُمُ اللهُ} أي يأتيهم عذابه أو أمره كقوله: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} أي عذابه. {فِي ظُلَلٍ} جمع ظلة، وهي ما أظلك. {مِنَ الْغَمامِ} السحاب الأبيض الرقيق. {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي تمّ أمر إهلاكهم وفرغ منه. {وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} أي في لا حرة فيجازي الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>