للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناسبة:

بعد بيان مواقف المشركين في إنكار نزول القرآن من الله، والطعن في نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم، وعدم الإيمان برسالته، وإيراد الشبهات الواهية حول ذلك، أبان الله تعالى إسرافهم في الشطط‍ والغلو والاستعلاء، وإساءتهم لهذا الرسول صلّى الله عليه وسلم بالاستهزاء به، والاستهانة بشخصه، والحط‍ من قدره، متهكمين على اختياره للبعثة النبوية، ومغالين في ذلك حتى سموا دعوته إضلالا، ولجؤوا إلى التحذير من تأثير تلك الدعوة القوية والآيات والحجج البالغة التي شارفت أن تجرفهم إلى الإيمان، وترك دينهم إلى دين الإسلام، لولا ثباتهم على الوثنية، واستمساكهم بعبادة آلهتهم.

التفسير والبيان:

يخبر الله تعالى عن استهزاء المشركين بالرسول صلّى الله عليه وسلم وتعييره بالعيب والنقص، فيقول:

{وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً} أي إذا رآك أيها النبي المشركون الذين كفروا بالله ورسوله، ما يتخذونك إلا موضع هزء وسخرية، أو مهزوءا به، مقارنة بما هم عليه من العزة والسيادة والغنى، وما أنت عليه من الفقر واليتم والمسكنة.

{أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} ويقولون على سبيل التنقص والازدراء:

أهذا المبعوث من عند الله رسولا إلينا؟ كما قال تعالى في شأن غيره: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} [الأنعام ١٠/ ٦].

قبحهم الله، فلم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلا المثل الأعلى للأنبياء وللبشر قاطبة في مشيه وسلوكه وتصرفاته وأخلاقه وفكره ومنطقه العذب، ولكنه العناد في

<<  <  ج: ص:  >  >>