للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{قالَتْ نَمْلَةٌ: يا أَيُّهَا النَّمْلُ، اُدْخُلُوا مَساكِنَكُمْ} خاطبهم مخاطبة من يعقل لما وصفهم بصفات من يعقل.

{لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ} {لا} الناهية، ولهذا دخلت النون المشددة في {يَحْطِمَنَّكُمْ}.

{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} جملة حالية.

البلاغة:

{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فيه حسن الاعتذار والالتفات.

{يا أَيُّهَا النَّمْلُ، اُدْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فيه نداء، وتنبيه، وأمر بالدخول، وبيان الملجأ والمأمن، والتحذير، وتخصيص سليمان، ثم التعميم، والاعتذار الحسن.

المفردات اللغوية:

{عِلْماً} هو علم الشرائع والأحكام والقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك.

{وَقالا} شكرا لله، وعطفه بالواو إشعار بأن ما قالاه بعض ما أتيا به في مقابلة هذه النعمة، كأنه قال: ففعلا شكرا له ما فعلا، وقالا: الحمد لله {الَّذِي فَضَّلَنا.}. بالنبوة والعلم وتسخير الجن والإنس والشياطين على من لم يؤت علما. وفيه دليل على فضل العلم وشرف أهله، حيث شكرا على العلم وجعلاه أساس الفضل، ولم يعتبروا ما دونه من الملك. وفيه أيضا تحريض للعالم على أن يحمد الله تعالى على ما آتاه من فضله وأن يتواضع.

{وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ} النبوة والعلم أو الملك دون باقي أولاده الذين كانوا تسعة عشر {عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} أي علمنا فهم ما يريده كل طائر إذا صوّت، والمنطق والنطق: الصوت المعبر عما في النفس. {وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} تؤتاه الأنبياء والملوك، وفيه التحدث بنعمة الله، ودعوة الناس إلى التصديق بالمعجزة التي هي علم الطير وغير ذلك من عظائم ما أوتيه. {إِنَّ هذا} المؤتى. {لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} البيّن الظاهر. {يُوزَعُونَ} يكفّون، ويجمعون بأن يوقف أوائلهم لتلحقهم أواخرهم من الوزع: الكف والمنع. {وَحُشِرَ} جمع. {وادِ النَّمْلِ} واد في بلاد الشام كثير النمل، وقيل: في بلاد اليمن. {قالَتْ نَمْلَةٌ} هي ملكة النمل، وقد رأت جند سليمان.

{لا يَحْطِمَنَّكُمْ} أصله: لا يحتطمنكم، وهو نهي لهم عن الحطم أي عن التوقف بحيث يحطمونها

<<  <  ج: ص:  >  >>