للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تخفي صدورهم وما يظهرون من الأمور، فيحبط‍ مشاريعهم، كما أنه تعالى يعلم جميع ما أخفى عن خلقه وغيّبه عنهم، وهذا عام بعد خاص، وقد أثبت تعالى في اللوح المحفوظ‍ ما أراد، ليعلم بذلك من يشاء من ملائكته، فكيف يخفى عليه ما يسرّ هؤلاء وما يعلنونه؟! وإذا كان الله عليما بكل نشاطاتهم المشبوهة وتحركاتهم المريبة، فيستحيل وقوع ما يريدون من إيذاء النبي صلّى الله عليه وسلم أو النيل من رسالته، أو تحقيق الظفر على المسلمين.

إثبات نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم

{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)}

البلاغة:

{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ}: في هذا الفعل المضارع استعارة تبعية، استعار ما يتكلم به الإنسان الناطق إلى القرآن، لتضمنه نبأ الأولين، فكان كالإنسان الذي يقصّ على الناس الأخبار.

{الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} صيغة مبالغة على وزن فعيل.

{إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى، وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ} {بِهادِي الْعُمْيِ} استعارة تمثيلية، فقد عبر بالموتى والصم والعمي تمثيلا لأحوال الكفار في عدم انتفاعهم بالإيمان بأنهم كالموتى والصم والعمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>