للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهذه الأهمية للنجوم أقسم الله بها على أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بضال تائه عن الحق، ولا غاو يعدل عن الحق، وسبب رشده وعدم ضلاله وغوايته ما قال تعالى:

{وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى} أي ما يقول قولا عن هوى وغرض، وما ينطق بالقرآن عن هواه الشخصي، إنما ينطق بوحي من الله أوحاه إليه، ويبلّغ ما أمر به كاملا موفورا من غير زيادة ولا نقصان.

أخرج الإمام أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال:

كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله بشر يتكلم في الغضب، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«اكتب، فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق».

وأخرج الحافظ‍ أبو بكر البزار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما أخبرتكم أنه من عند الله، فهو الذي لا شك فيه».

وأخرج أحمد عن أبي هريرة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا أقول إلا حقا، قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ قال: إني لا أقول إلا حقا».

ثم أخبر الله تعالى عن معلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جبريل عليه السلام:

فقال:

{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى} أي علّم القرآن النبيّ جبريل الذي هو شديد قواه العلمية والعملية، وهو ذو قوة وشدة في الخلق، وذو حصافة في العقل، ومتانة في الرأي، وقد استقام جبريل على

<<  <  ج: ص:  >  >>