للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ} .. {لِيَجْزِيَ.}. لام {لِيَجْزِيَ} إما لام (كي) والتقدير: واستقر لله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، أو تكون لام القسم.

{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ} {الَّذِينَ}: في موضع نصب على البدل من {الَّذِينَ} في قوله تعالى: {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}.

{إِلاَّ اللَّمَمَ} {اللَّمَمَ}: استثناء منقطع: وهو صغائر الذنوب.

البلاغة:

{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} بينهما ما يسمى بالمقابلة، وتكرار لفظ‍ {لِيَجْزِيَ} من قبيل الإطناب.

المفردات اللغوية:

{وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} أي هو الخالق والمالك والمتصرف. {بِما عَمِلُوا} بعقاب ما عملوا من السوء كالشرك وغيره. {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} الذين أحسنوا بالتوحيد والطاعة يجزيهم بالمثوبة الحسنى وهي الجنة.

{كَبائِرَ الْإِثْمِ} ما يكبر عقابه من الذنوب، وهو كل ذنب توعد الله عليه صاحبه بالعذاب الشديد كالشرك وعقوق الوالدين. {وَالْفَواحِشَ} ما فحش من الكبائر خصوصا، وهو الذنب الذي عاقب الله عليه بالحد كالقتل العمد والزنى والقذف وشرب الخمر وسائر المسكرات. {إِلاَّ اللَّمَمَ} استثناء منقطع، أي لكن اللمم إذا اجتنب الكبائر تغفر، مثل النظرة إلى المحرّمات والقبلة واللمسة. {إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ} كثير الغفران للذنوب، قابل التوبة منها، فله أن يغفر ما يشاء من الذنوب صغيرها وكبيرها، قال البيضاوي: ولعله عقب به وعيد المسيئين ووعد المحسنين، لئلا ييأس صاحب الكبيرة من رحمته، ولا يتوهم وجوب العقاب على الله تعالى. {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ} عالم بأحوالكم. {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} خلق أباكم آدم من التراب. {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ} أي حينما صوّركم في الأرحام، والأجنّة: جمع جنين: وهو الولد ما دام في بطن أمه، سمي بذلك لاجتنانه أي استتاره.

{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} لا تثنوا عليها بزكاء العمل وزيادة الخير، ولا تمدحوها على سبيل الإعجاب، أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن. {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى} أي عالم يعلم التقي وغيره قبل الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>