للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً} {وَأَقْرَضُوا}: إما معطوف على ما في صلة الألف واللام في قوله: {الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ} على تقدير: إن الذين تصدقوا وأقرضوا، وإما أن يكون:

{وَأَقْرَضُوا اللهَ} اعتراضا بين اسم {إِنَّ} وخبرها، وهو {يُضاعَفُ لَهُمْ} وجاز هذا الاعتراض، لأنه يؤكد المعنى الأول من التصدق.

{وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} مبتدأ، وخبره: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ}.

البلاغة:

{اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} استعارة تمثيلية، استعار إحياء الأرض بالنبات لإحياء القلوب القاسية بالقرآن وتلاوته.

المفردات اللغوية:

{أَلَمْ يَأْنِ} ألم يأت وقته، يقال: أنى الأمر أنيا وأناء وإناء: إذا جاء أناه، أي وقته.

{أَنْ تَخْشَعَ} تخشى وتخاف. {لِذِكْرِ اللهِ} وعظه وإرشاده. {وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} هو القرآن. {أُوتُوا الْكِتابَ} هم اليهود والنصارى، والمراد النهي عن مماثلة أهل الكتاب فيما حكى الله عنهم بقوله: {فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} الزمن، أي طال العهد بينهم وبين أنبيائهم. {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} صلبت ولم تلن لذكر الله. {فاسِقُونَ} خارجون عن حدود دينهم، مخالفون للأوامر والنواهي.

{اِعْلَمُوا} خطاب للمؤمنين المذكورين في الآية السابقة. {أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} يحييها بالماء والنبات بعد جدبها، فكذلك يفعل بقلوبكم يردها إلى الخشوع، وهذا تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة. {قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ} أوضحنا لكم الآيات الدالة على قدرتنا بهذا البيان هنا وغيره، وهي الحجج. {تَعْقِلُونَ} تتدبرون.

{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ} أي الذين تصدقوا واللاتي تصدقن بأموالهم على المحتاجين من التصدق: أدغمت التاء في الصاد، وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق: الإيمان.

{وَأَقْرَضُوا اللهَ} راجع إلى الذكور والإناث معا بطريق التغليب. {قَرْضاً حَسَناً} صدقة مقرونة بالإخلاص ابتغاء مرضاة الله، بلا من ولا أذى ولا إرادة جزاء من المحتاج المعطى. {يُضاعَفُ لَهُمْ} يضاعف الله لهم ثواب عملهم، وفي قراءة يضعّف بالتشديد، أي قرضهم. {وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} ثواب جميل ورزق باهر.

{أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} المبالغون في التصديق، أي أولئك عند الله بمنزلة الصديقين وهم الذين كثر صدقهم وصار سجية لهم. {وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} هم الذين قتلوا في سبيل الله، جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>