للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - النساء:

فإن الرجل متعلق بالمرأة، ميال إليها، فهي مطمح النظر، وموضع العناية، وإليها تسكن نفسه: {لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم ٢١/ ٣٠] وعليها ينفق ماله بسخاء. وبدأ بالنساء؛ لأن الفتنة بهن أشد،

كما ثبت في الصحيح أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» (١).

وقدم النساء على الأولاد مع أن حبهنّ قد يزول، وحب الأولاد لا يزول؛ لأن حب الولد لا غلو ولا إسراف فيه، كحب المرأة.

أما إذا كان القصد بتعلق الرجل بالمرأة هو الإعفاف وكثرة الأولاد، فهو مطلوب، مرغب فيه، مندوب إليه شرعا،

قوله صلّى الله عليه وسلّم: «الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا: المرأة الصالحة» (٢).

وفي رواية: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة: إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله». ولم يمنع النبي صلّى الله عليه وسلّم من حب المرأة حبا معقولا

فقال:

«حبّب إلي من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة» (٣).

٢ - البنون:

أي الأولاد مطلقا، فهم فلذة الأكباد، وقرة الأعين. لكنهم مع الأموال فتنة تتطلب الحذر، كما قال تعالى: {إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن ١٥/ ٦٤] والفتنة بالأولاد: الابتلاء بجمع المال لأجلهم.


(١) رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه (الجماعة) عن أسامة بن زيد.
(٢) رواه أحمد ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو.
(٣) رواه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>