للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{طَيْراً أَبابِيلَ} إما جمع لا واحد له من لفظه كأساطير، أو واحده «إبّيل» أو إبّول، كعجاجيل وحدها عجّول.

{كَعَصْفٍ} في موضع نصب، على أنه مفعول ثان ل‍ {فَجَعَلَهُمْ} أي صيّرهم.

البلاغة:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ.}. الاستفهام للتقرير والتعجيب، أي أعجب.

{فَعَلَ رَبُّكَ} إشادة بقدرة الله تعالى، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله {رَبُّكَ} تشريف له.

{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} تشبيه مرسل مجمل، ذكرت الأداة، وحذف وجه الشبه.

{الْفِيلِ}، {تَضْلِيلٍ}، {أَبابِيلَ}، {سِجِّيلٍ}، {مَأْكُولٍ} توافق الفواصل في الحرف الأخير.

المفردات اللغوية:

{أَلَمْ تَرَ} أي تعلم، والخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو إن لم يشهد تلك الواقعة، لكنه شاهد آثارها، وسمع بالتواتر أخبارها، فكأنه رآها، فإنها من الإرهاصات؛ لأنها وقعت في السنة التي ولد فيها الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {بِأَصْحابِ الْفِيلِ} أصحاب الفيل العظيم الذي كان اسمه «محمود». وهم أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي، وجيشه الذين أرادوا هدم الكعبة لصرف الحجاج العرب عن مكة إلى كنيسة بناها أبرهة بصنعاء، وسماها «القلّيس». فحين توجهوا لهدم الكعبة، أرسل الله عليهم ما قصه في هذه السورة.

{أَلَمْ يَجْعَلْ} أي جعل. {كَيْدَهُمْ} مكرهم وتدبيرهم بتخريب الكعبة وتعطيلها. {فِي تَضْلِيلٍ} تضييع وإبطال وهلاك وخسارة. {طَيْراً} ما طار في الهواء، صغيرا أو كبيرا.

{أَبابِيلَ} جماعات متفرقة. {سِجِّيلٍ} طين متحجر. {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} كورق زرع يبقى بعد الحصاد، أكلته الدواب وداسته وأفنته، أو كتبن أكلته الدواب وراثته.

التفسير والبيان:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ} ألم تعلم علم اليقين، وكأنك شاهدت الواقعة، بما صنع ربّك العظيم القدير بأصحاب الفيل، حيث دمرهم الله، وحمى بيته الحرام، أفلا يجدر بقومك أن يؤمنوا بالله؟! وقد شاهد أناس

<<  <  ج: ص:  >  >>