للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنعت ل‍ (حكما) (١)، (يوقنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.

جملة «يبغون»: لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة «من أحسن...»: لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة «يوقنون»: في محلّ جرّ نعت لقوم.

الصرف:

(الجاهليّة)، إمّا الملّة الجاهليّة التي هي متابعة الهوى الموجبة للميل والمداهنة في الأحكام، وإمّا أن تكون على حذف مضاف أي أهل الجاهليّة. والكلمة نسبة إلى الجاهل وهو اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح أو هي من نوع المصدر الصناعيّ الذي ينتهي بالياء المشدّدة والتاء المربوطة.

(يبغون)، فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين، أصله يبغيون بضمّ الياء الثانيّة، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الغين-إعلال بالتسكين-ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء وزنه يفعون.

[البلاغة]

١ - خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} وقوله {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً} فالأول إنكار وتعجب من حالهم وتوبيخ لهم، وتقديم المفعول للتخصيص المفيد لتأكيد الإنكار والتعجيب لأن التولي عن حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطلب حكم آخر عجيب، وطلب حكم الجاهلية أقبح وأعجب.

والثاني إنكار لأن يكون أحد حكمه أحسن من حكم الله تعالى، أو مساو له، كما يدل عليه الاستعمال وإن كان ظاهر السبك غير متعرض لنفي المساواة.


(١) يجوز تعليقه ب‍ (حكما) .. أو بمقدّر أي هذا الاستفهام والخطاب لقوم يوقنون، أو يبيّن ذلك لقوم يوقنون، وجعل بعض المعربين اللام بمعنى عند فيتعلّق بأحسن، قال العكبريّ: إنّ الموقن يتدبّر حكم الله فيحسن عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>