للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفوائد]

همزة التعدية:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً} فنحن نعلم بأن الفعل رأى يتعدى إلى مفعولين، ولكنه في هذه الآية تعدى إلى ثلاثة مفاعيل هي الكاف مفعول أول، والهاء مفعول ثان، وقليلا مفعول ثالث. وسبب ذلك دخول همزة التعدية على هذا الفعل، فأصله رأى يرى، وعند دخول همزة التعدية أصبح أرى يرى كما أن هذه الهمزة إذا دخلت على اللازم تجعله متعديا لفعل واحد، كقوله تعالى {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى} فالفعلان نزل وخرج لازمان ولكنهما أصبحا متعديين لدخول الهمزة. وكذلك المتعدي لمفعول يصبح متعديا لمفعولين مثل:

أربحتك الجائزة، فالكاف مفعول أول، والجائزة مفعول ثان، وكذلك إذا كان متعديا لمفعولين يصبح متعديا لثلاثة كما مر في الآية الكريمة.

{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ اِلْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤٤)}

الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذ يريكموهم... قليلا) مثل إذ يريكم قليلا (١)، والواو في الفعل زائدة هي حركة إشباع الميم، والفاعل هو أي الله (إذ) ظرف مبنيّ متعلّق ب‍ (يري) -ومعناه ماض لأنّه حكاية القوم المتحاربين (التقيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (في أعين) جارّ ومجرور متعلّق ب‍ (قليلا) وهو حال منصوبة من الهاء في (يريكموهم) (٢)، و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقلّل) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (في أعينهم) مثل في أعينكم


(١) في الآية (٤٣) السابقة.
(٢) لأنّ الرؤية بصريّة هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>