للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة: «آوي...» في محلّ نصب معطوفة على جملة (ثبت) المقدّرة (١).

الصرف:

(ركن)، اسم للناحية من جبل أو غيره، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أركان وأركن بفتح فضمّ.

[البلاغة]

الاستعارة: في قوله تعالى «أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ».

أي ألجأ إلى عشيرة قوية تمنعني منكم، والركن حقيقة في أركان البناء التي يعتمد عليها البناء، ثم يتجوز به عن العشيرة المعتمد عليها في النصرة والمؤازرة، تشبيها للاعتماد عليها باعتماد البناء على الأركان.

استعارة الركن للمعين أبلغ، لأن الركن مرئي وملموس في اعتماد البناء عليه بخلاف المعين فهو لا يحس من حيث هو معين، فالاستعارة هنا أصلية.

[الفوائد]

- زيادة (من):

ورد في هذه الآية (من) وهي حرف جر زائد في قوله تعالى {ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ} فمن حرف جر زائد، وحق مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والتقدير: مالنا حق في بناتك. وإكمالا للفائدة سنتكلم عن زيادة من:

١ - تأتي من الزائدة لتوكيد العموم مثل: (ما جاءني من أحد) وشرط زيادتها ثلاثة أمور.

آ-تقدم نفي أو نهي أو استفهام بهل: كقوله تعالى {وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها} {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ} ب-كون مجرورها نكرة، كما مر في الأمثلة.


(١) هذا رأي المبرّد على الرغم من مجيّ (آوي) مضارعا.. أو هي خبر ل‍ (أنّي) مقدّرة أي وأنّي آوي، والمصدر المؤوّل معطوف على المصدر المؤول فاعل ثبت.. هذا ويجوز على رأي أبي البقاء أن تكون الجملة مستأنفة أي بل اوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>