للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطبهم ورسائلهم، لوجدت الكثير منها يشتمل على كثير من التفاعيل، ومع ذلك لا يحق لنا أن نسميه شعرا، وصاحبه لم يقصد به الشعر..

ويرى ابن قتيبة في كتابه «مشكل القرآن» أن النغم الموسيقي والنظم والتوقيع الداخلي في الآيات، هي إحدى الخصائص التي يقوم عليها إعجاز القرآن، فيقول: «وجعله متلوّا على طول التلاوة، ومسموعا لا تمجّه الآذان، وغضا لا يخلق على كثرة الردّ».

٢ - قصص القرآن:

أما طريقة القرآن في عرض القصة، فلها صور متعددة، وكلها لا تخرج عن الإيجاز والإعجاز.

فقد يسرد القصة من أولها إلى آخرها، كما ورد في قصة يوسف؛ وقد يعود فيلفّها بعد نشرها، كما رأينا في آخر السورة نفسها.

وقد يعرض لجانب منها في سورة، والجانب الآخر في سورة أخرى؛ وقد يعرضها مرة مبسوطة، ومرة مقبوضة؛ وفي سائر الأحوال يراعى مكان العبرة، ومقتضى المقام، والغرض من القصة.

{قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اِتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اِتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠٩)}

<<  <  ج: ص:  >  >>