للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نظرة)، مصدر مرة من الثلاثي، نظر وزنه فعلة بفتح فسكون.

(سقيم)، صفة مشبهة من الثلاثي سقم باب فرح، وزنه فعيل.

[البلاغة]

فن الرمز والإيماء والتعريض: في قوله تعالى «فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ».

وهذا الفن هو: أن يريد المتكلم إخفاء أمر ما في كلامه، فيرمز في ضمنه رمزا، إما تعمية للمخاطب، وتبرئة لنفسه، وتنصلا من التبعة، وإما ليهتدي بواسطته إلى طريق استخراج ما أخفاه في كلامه والذي قاله إبراهيم عليه السلام، معراض من الكلام، ولقد نوى به أن من في عنقه الموت سقيم. ومنه المثل: كفى بالسلامة داء.

[الفوائد]

- قصة النجوم:

ما العلاقة بين نظر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النجوم وقوله {(إِنِّي سَقِيمٌ)}؟ قال المفسرون، وهو قول ابن عباس: كان قوم إبراهيم يتعاطون علم النجوم، فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه، وذلك أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة. وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم، ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم، وزعموا التبرك عليه، فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج معنا، فنظر في النجوم فقال إني سقيم، وفي غيبتهم قام بتحطيم الأصنام.

{قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦)}

الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف.

جملة: «قال...» لا محلّ لها استئنافيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>