للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البلاغة]

١ - الكناية: في قوله تعالى {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ}.

فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما.

٢ - التشبيه المرسل المفصل: في قوله تعالى {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ}.

حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل: يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين.

الفوائد:

- ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه:

١ - يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي: كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام.

٢ - يفترقان في سبعة أمور هي:

١ - يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك)، وظرفا نحو (رأيت الهلال بين السحاب)، وجارا ومجرورا نحو (أعجبني السمك في الماء). والتمييز لا يكون إلا اسما.

٢ - الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً} {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى} بخلاف التمييز.

٣ - الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات.

٤ - الحال تتعدد، بخلاف التمييز.

٥ - الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ}. ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>