للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ».

حيث شبه حاله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا-وليس بوزر-بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته (صلّى الله عليه وسلّم) عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه.

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦)}

الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين..

جملة: «إنّ مع العسر يسرا...» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ مع العسر يسرا (الثانية)» لا محلّ لها استئنافيّة (١).

الفوائد:

- لن يغلب عسر يسرين:

تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء،

قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين؛ وقال ابن


(١) إنّ خلوّ (يسرا) الثاني من الضمير أو (ال) يجعله مغايرا ل‍ (يسرا) الأول، ومن هنا جاء مفهوم الاستئناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>