للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سووهم به في الحب والخشية، وَلَمْ يُفْرِدُوا اللَّهَ بِالْعِبَادَةِ دُونَ مَنْ سِوَاهُ مع إنهم لم يعبدوا الأصنام استقلالاً بل زعموا أنها تقربهم إلى الله فجمعوا بين شركين:

عبادتهم إياهم من دون الله، وجعلهم شفعاء بدون إذنه تعالى.

كذلك كان شركهم في الرخاء دون الشدة كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلى البر إذا هم يشركون} (١) .

[-بيان ما زاده مشركوا زماننا على شرك الأولين]

١-الشرك في الشدة والرخاء، بل في الشدة أضعاف الرخاء بما يزيدونه من عدد الذبائح للوليّ في الشدة ونحو ذلك.

٢-اعتقادهم متصرفين مع الله فيما لا يقدر عليه إلا هو وإعطاؤهم وإعطاؤهم لمعبوداتهم كثيراً من صفات الربوبية حتى يزعم بعضهم أن الكون لا تتحرك فيه ذرة إلا بإذن فلان. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

[-أقسام المعبودين من دون الله وعاقبتهم]

المعبود من دون الله إما أن يكون عاقلاً أو غير عاقل، والأول إما أن يكون راضياً بأن يعبد وإما أن لا يكون راضياً، فأما غير العاقل والعاقل الراضي بالعبادة فهؤلاء حصب جهنم، قال تَعَالَى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حصب جهنم أنتم لها واردون} (٢) ، وأما العاقل الذي لم يرض بالعبادة فهو بريء ممن عبده يوم القيامة، قال تَعَالَى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أكثرهم بهم مؤمنون} (٣) وغير ذلك من الآيات في عيسى عليه السلام وغيره.


(١) العنكبوت: ٦٥.
(٢) الأنبياء: ٩٨.
(٣) سبأ: ٤٠، ٤١.

<<  <   >  >>