للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةٍ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حَرَقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ: لَوْ لَمْ يَصْنَعْهُ هُوَ لَصَنَعْتُهُ.

وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي عُثْمَانَ: تَقُولُونَ حَرَقَ الْمَصَاحِفَ، وَاللَّهِ مَا حَرَقَهَا إِلَّا عَنْ مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَوْ وَلِيتُ مِثْلَ مَا وَلِيَ لفعلت مثل الذي فعل.

*الخليفة الرابع: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

فهو رضي الله عنه الرابع في الفضل والخلافة بالإجماع. وفي حديث أحمد وأبي دَاوُدَ وَغَيْرُهُمَا عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكًا) (١) ؛ قَالَ سَفِينَةُ: فَخُذْ سَنَتَيْ أبي بكر وعشر عمر واثنتى عُثْمَانَ وَسِتَّ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.

[أ-ذكر أول من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -]

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صغير في كفالة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا بُعِثَ آمَنَ بِهِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ مِنَ الصِّبْيَانِ، كما أن أبا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ مِنَ الرِّجَالِ وَخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَوَّلُ مَنْ آمن به من النساء وورقة ب نوفل رضي لله عنه أول من آمن به مِنَ الشُّيُوخِ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الْمَوَالِي، وَبِلَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الْأَرِقَّاءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورضي عنهم أجمعين.


(١) صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير ٣٣٣٦، ٣٢٥٢.

<<  <   >  >>