للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب-ظهور الخوارج وبيان فساد مذهبهم (١) :

وعلي رضي الله عنه هو مبيد ومدمر كُلِّ خَارِجِيٍّ، نِسْبَةً إِلَى الْخُرُوجِ مِنَ الطَّاعَةِ وَلَكِنْ صَارَ هَذَا الِاسْمُ عَلَمًا عَلَى الحروريَّة (٢) الذين كفّروا أهل القبلة بالمعاصي وَحَكَمُوا بِتَخْلِيدِهِمْ فِي النَّارِ بِذَلِكَ، وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، حَتَّى الصَّحَابَةَ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أهل بد وَغَيْرِهِمْ، حَتَّى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (٣) وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَخَبَّابَ وَأَقْرَانَهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، ثم صار هذا الاسم عاماً


(١) قال ابن رجب رحمه الله: (وقد اختلف العلماء في حكمهم فمنهم من قال: هم كفار فيكون قتلهم لكفرهم. ومنهم من قال: إنما يقتلون لفسادهم في الأرض بسفك دماء المسلمين وتكفيرهم لهم) جامع العلوم والحكم ص: ١٢٠، ١٢١، وقال ابن تيمية رحمه الله: (الخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع) وقال أيضاً: (ومن قال إن الثنتين وسبعين فرقة كل واحد منهم يكفركفراً ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة) مجموع الفتاوى (٧/٢١٧، ٢١٨) .
(٢) نسبة إلىحَرُوراء، وهو المكان الذي نزلوا فيه وأبَوْا أن يساكنوا علياً رضي الله عنه بالكوفة. انظر البداية والنهاية ج٧ ص٢٨٩. والضبط من لسان العرب ص ١١٢٦، وقال النووي رحمه الله: الحرورية هم الخوارج سموا حرورية لأنهم نزلوا حَرُوراء وتعاقدوا عندها على قتال أهل العدل، وحَرُوراء بفتح الحاء وبالمد قرية بالعراق قريبة من الكوفة وسموا خوارج لخروجهم على الجماعة وقيل لخروجهم عن طريق الجماعة وقيل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج من ضئضيء هذا) . انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج٧ ص١٦٤.
(٣) زعموا أنه كفر يجعله الرجال حكاماً بينه وبين خصومه وإنما الحكم لله، وانظر الدروس المستفادة من مناقشة ابن عباس لهم في ذلك ورجوع كثير منهم بعدها في مجلة البيان، العدد (١٢) .

<<  <   >  >>