للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-وقال سفيان بن عيينة: من قال: القرآن مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فهو كافر.

-وسئل وكيع عن ذبائح الجهمية -وذلك أنهم يقولون بخلق القرآن - فقال: لا تؤكل، هم مرتدون.

*أصل القول بخلق القرآن.

-مصدر ذلك لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيِّ الَّذِي سَحَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (١) ، وأخذ عن هذه الباعة ابن أخته طالوت وعن طالوت بيان بن سمعان وعن بيان الجعد ابن درهم في أيام بني أمية، فطلبه بنو أمية فهرب في الكوفة وسكنها ولقيه هناك الجهم بن صفوان حيث أخذ عنه ذلك ولم يكن له كثير أتباع غيره.

-ولم يشتهر القول بخلق القرآن أيام الجعد حيث أن أمير الكوفة خالد بن عبد الله القسري سرعان ما قتله حيث خطب يوم عيد الأضحى بالكوفة ثم قال: أَيُّهَا النَّاسُ ضَحُّوا تَقَبَّلَ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَمْ يُكَلِّمْ موسى تكليماً، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً. ثم نزله فذبحه في أصل المنبر، وذلك سنة ١٢٤هـ. روى ذلك البخاري في كتاب خلق أفعال العباد.

-وَأَوَّلُ مَا اشْتَهَرَ الْقَوْلُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فِي آخر عصر التابعين على يد جهم ابن صفوان، وكان ملحداً زنديقاً لا يُثْبِتْ أَنَّ فِي السَّمَاءِ رَبًّا وَلَا يَصِفُ الله بشيء مما وصف به نفسه، وينتهي قول إلى جحود الخالق، ترك الصلاة أربعين يوماً وهو يزعم أنه يرتاد ديناً، ولما ناظره البعض في معبود قال: هُوَ هَذَا الْهَوَاءُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَافْتَتَحَ مَرَّةً سُورَةَ طه فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِهِ الآية: {الرحمن على العرش استوى} (٢) قال: لو وجدت السبيل إلى حكمها لحككتها، ثم افتتح


(١) انظر صحيح البخاري: كتاب الطب، وانظر فتح الباري جـ١٠ ص٢٣٢.
(٢) طه: ٥.

<<  <   >  >>