للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبتدع خلط المخلوق بالخالق وجعل تلفظ العبد الذي هو فعله غير مخلوق ‍‍‍‍، وَلَوْ كَانَ الصَّوْتُ هُوَ نَفْسَ الْمَتْلُوِّ الْمُؤَدَّى بِهِ كَمَا يَقُولُهُ أَهْلُ الِاتِّحَادِ لَكَانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ الْقُرْآنَ مِنْ أَيِّ تالٍ وَبِأَيِّ صوت كليم الرحمن، فلا مزية لموسى على غيره..‍‍‍..‍‍‍

*الواقفة وحكمهم:

الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق.

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يُحْسِنُ الْكَلَامَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ - لأنه في حقيقة الأمر لم يؤمن بأن القرآن منزل ومن كلامه - تعالى ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلاً بَسِيطًا فَهُوَ تُقَامُ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِالْبَيَانِ وَالْبُرْهَانِ فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق وإلا فهو شر من الجهمية.

*الطوائف المخالفة لأهل السنة في كلام الله تعالى (١) :

١-الاتحادية القائلون بوحدة الوجود: ذهبوا إلى أَنَّ كُلَّ كَلَامٍ فِي الْوُجُودِ كَلَامُ اللَّهِ حقه وباطله، وحسنة وقبيحة، والسب والفحش والشتم وأضداده كله عين كلام الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً؟

٢-الفلاسفة: ويقولون أن كلامه تعالى فيض فاض منه على نفس زكية شريفة فَأَوْجَبَ لَهَا ذَلِكَ الْفَيْضُ تَصَوُّرَاتٍ وَتَصْدِيقَاتٍ بِحَسَبِ ما قبلته منه، فتتصور الملائكة تخاطبها وتسمع خطابهم، وَهُوَ عِنْدَهُمْ كَلَامُ اللَّهِ وَلَا حَقِيقَةَ لَهُ وإنما ذلك من القوة الخيالية الوهمية. وهذا كلام الفارابي وابن سينا والطوسي وغيرهم وينسبون ذلك إلى أرسطو.

٣-الجهمية: نفاة صفات الرب تعالى، قالوا: إن كلامه مخلوق.


(١) هذه الطوائف تحدث عنها صاحب كتاب معارج القبول رحمه الله في آخر الكلام عن توحيد المعرفة والإثبات وقد قدمتها لمناسبتها للمقام وإتماماً للفائدة.

<<  <   >  >>