للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-أو يكون تحريمها على من استحل ذلك الذنب.

ومع كل ما سبق فإن الوعد المذكور في الأحاديث لا يلزم إلا بموت الموعود على ذلك العمل الصالح، وكذلك الوعيد لا يلحق صاحبه إذا تاب قبل موته (١) .

٩

-تعريف العبادة (٢) ، وشروطها، وبيان أَنْوَاعِهَا وَأَنَّ مَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ الله فقد أشرك:

[أ-تعريف العبادة]

-العبد إِنْ أُرِيدَ بِهِ الْمُعَبَّدُ أَيِ الْمُذَلَّلُ الْمُسَخَّرُ دخل فيه جميع المخلوقات، فالكل مَخْلُوقٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُسَخَّرٌ بِتَسْخِيرِهِ مُدَبَّرٌ بِتَدْبِيرِهِ، وَلِكُلٍّ مِنْهَا رَسْمٌ يَقِفُ عَلَيْهِ وَحَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} (٣) كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى لَا يَتَجَاوَزُهُ مِثْقَالَ ذرة {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً / إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً} (٤) ، فذلك تَقْدِيرُ الْعَلِيمِ وَتَدْبِيرُ الْعَدْلِ الْحَكِيمِ.

-وَإِنْ أُرِيدَ به العابد خص ذلك بالمؤمنين كما في قوله تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} (٥) .


(١) ونذكر مرة أخرى بالقول الجامع في ذلك الذي بدأنا به هذا الموضوع وهو أن ما في هذه الأحاديث من وعد أو وعيد فإنه مقيد باستجماع شروطه وانتفاء موانعه والله تعالى أعلم.
(٢) سبق الإشارة إلى ذلك باختصار في المقدمة.
(٣) يس: ٤٠.
(٤) مريم: ٩٣.
(٥) الفرقان: ٦٣.

<<  <   >  >>