للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ) : أَيْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولُ «فَذُوقُوا» : «لِقَاءَ» عَلَى قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ فِي إِعْمَالِ الْأَوَّلِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولُ «ذُوقُوا» : «هَذَا» أَيْ هَذَا الْعَذَابَ.

قَالَ تَعَالَى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَتَجَافَى) : وَ (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.

وَ (خَوْفًا وَطَمَعًا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَعْرَافِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا أُخْفِيَ لَهُمْ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» اسَتِفْهَامًا، وَمَوْضِعُهَا رَفَعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَ «أُخْفِيَ لَهُمْ» خَبَرَهُ، عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ فَتَحَ الْيَاءَ. وَعَلَى قِرَاءَةِ مَنْ سَكَّنَهَا وَجَعَلَ «أَخْفَى» مُضَارِعًا تَكُونُ «مَا» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأُخْفِيَ.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَةً بِتَعْلَمُ.

وَ (مِنْ قُرَّةِ) : فِي الْوَجْهَيْنِ: حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «أُخْفِيَ» .

وَ (جَزَاءً) : مَصْدَرٌ؛ أَيْ جُوزُوا جَزَاءً.

قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا يَسْتَوُونَ) : مُسْتَأْنَفٌ لَا مَوْضِعَ لَهُ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّقْدِيرِ. وَ (نُزُلًا) : قَدْ ذُكِرَ فِي آلِ عِمْرَانَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>