للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مَنْ يَعْمَلُ) : «مَنْ» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ أَيْ وَسَخَّرَنَا لَهُ مِنِ الْجِنِّ فَرِيقًا يَعْمَلُ؛ أَوْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ أَوِ الْفَاعِلِ؛ أَيْ وَلَهُ مِنَ الْجِنِّ فَرِيقٌ يَعْمَلُ.

وَ (آلَ دَاوُدَ) : أَيْ يَا آلَ، أَوْ أَعْنِي آلَ دَاوُدَ.

وَ (شُكْرًا) : مَفْعُولٌ لَهُ. وَقِيلَ: هُوَ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ عَمَلًا شُكْرًا.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: اشْكُرُوا شُكْرًا.

قَالَ تَعَالَى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (١٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْسَأَتَهُ) : الْأَصْلُ الْهَمْزُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ نَسَأْتُ النَّاقَةَ وَغَيْرَهَا، إِذَا سُقْتُهَا؛ وَالْمِنْسَأَةُ: الْعَصَا الَّتِي يُسَاقُ بِهَا، إِلَّا أَنَّ هَمْزَتَهَا أُبْدِلَتْ أَلِفًا تَخْفِيفًا.

وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ «مِنْ سَأَتِهِ» بِكَسْرِ التَّاءِ عَلَى أَنَّ «مِنْ» حَرْفُ جَرٍّ. وَقَدْ قِيلَ: غَلِطَ قَارِئُهَا. وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: سُمِّيَتِ الْعَصَا: سَأَةً؛ لِأَنَّهَا تَسُوءُ؛ فَهِيَ فَلَةٌ، وَالْعَيْنُ مَحْذُوفَةٌ، وَفِيهِ بُعْدٌ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَبَيَّنَتْ) : عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَالتَّقْدِيرُ: تَبَيَّنَ أَمْرُ الْجِنِّ.

وَ (أَنْ لَوْ كَانُوا) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بَدَلًا مِنْ «أَمْرِ» الْمُقَدَّرِ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ جَهْلَ الْجِنِّ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ أَيْ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ جَهْلَهَا.

وَيُقْرَأُ (تَبَيَّنَتْ) عَلَى تَرْكِ تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَهُوَ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ بَيِّنٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>