للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِسَبَأٍ) : قَدْ ذُكِرَ فِي النَّمْلِ.

وَ (مَسَاكِنَ) : جَمْعُ مَسْكَنٍ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ؛ وَهَمَا الْمَنْزِلُ مَوْضِعُ السُّكُونِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا؛ فَيَكُونَ الْوَاحِدُ مَفْتُوحًا مِثْلَ الْمَقْعَدِ وَالْمَطْلَعِ، وَالْمَكَانِ بِالْكَسْرِ.

وَ (آيَةٌ) : اسْمُ كَانَ.

وَ (جَنَّتَانِ) : بَدَلٌ مِنْهَا، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بَلْدَةٌ) : أَيْ هَذِهِ بَلْدَةٌ.

(وَرَبٌّ) أَيْ وَرَبُّكُمْ رَبٌّ، أَوْ وَلَكُمْ رَبٌّ.

وَيُقْرَأُ شَاذًّا «بَلْدَةً وَرَبًّا» بِالنَّصْبِ، عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ الشُّكْرِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أُكُلٍ خَمْطٍ) : يُقْرَأُ بِالتَّنْوِينَ، وَالتَّقْدِيرُ: أُكُلٍ أُكُلَ خَمْطٍ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ؛ لِأَنَّ الْخَمْطَ شَجَرٌ وَالْأُكُلَ ثَمَرَةٌ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: أُكُلٍ ذِي خَمْطٍ. وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ مِنْهُ، وَجَعَلَ «خَمْطٍ» أُكُلًا لِمُجَاوَرَتِهِ إِيَّاهُ، وَكَوْنِهِ سَبَبًا لَهُ.

وَيُقْرَأُ بِالْإِضَافَةِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ.

وَ (قَلِيلٍ) : نَعْتٌ لِأُكُلٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِخَمْطٍ وَأَثْلٍ وَسِدْرٍ.

قَالَ تَعَالَى: (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>