للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: هِيَ اسْمٌ مَعْطُوفٌ عَلَى «جُنْدٍ» .

قَالَ تَعَالَى: (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً) : اسْمُ كَانَ مُضْمَرٌ؛ أَيْ مَا كَانَتِ الصَّيْحَةُ إِلَّا صَيْحَةً؛ وَالْغَرَضُ وَصْفُهَا بِالِاتِّحَادِ. وَإِذَا لِلْمُفَاجَأَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَاحَسْرَةً) : فِيهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: أَنَّ «حَسْرَةً» مُنَادَى؛ أَيْ يَا حَسْرَةً احْضُرِي؛ فَهَذَا وَقْتُكِ.

وَ (عَلَى) : تَتَعَلَّقُ بِحَسْرَةٍ؛ فَلِذَلِكَ نُصِبَتْ؛ كَقَوْلِكَ: يَا ضَارِبًا رَجُلًا. وَالثَّانِي: الْمُنَادَى مَحْذُوفٌ، وَ «حَسْرَةً» مَصْدَرٌ؛ أَيْ أَتَحَسَّرُ حَسْرَةً.

وَيُقْرَأُ فِي الشَّاذِّ «يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ» أَيْ يَا تَحْسِيرَهُمْ؛ فَالْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ؛ أَيْ أَتَحَسَّرُ عَلَى الْعِبَادِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ) : الْجُمْلَةُ تَفْسِيرُ سَبَبِ الْحَسْرَةِ.

(وَكَمْ أَهْلَكْنَا) : قَدْ ذُكِرَ.

(وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهِيَ مَصْدَرِيَّةٌ، وَمَوْضِعُ الْجُمْلَةِ بَدَلٌ مِنْ مَوْضِعِ «كَمْ أَهْلَكْنَا» وَالتَّقْدِيرُ: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ.

وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِنْ كُلٌّ) : قَدْ ذُكِرَ فِي آخِرِ هُودٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>