للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُطَّلِعُونَ) : يُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى مُفْتَعِلُونَ. وَيُقْرَأُ بِالتَّحْفِيفِ؛ أَيْ مُطْلِعُونَ أَصْحَابَكُمْ. وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ النُّونِ؛ وَهُوَ بِعِيدٌ جِدًّا؛ لِأَنَّ النُّونَ إِنْ كَانَتْ لِلْوِقَايَةِ فَلَا تَلْحَقُ الْأَسْمَاءَ، وَإِنْ كَانَتْ نُونَ الْجَمْعِ فَلَا تَثْبُتُ فِي الْإِضَافَةِ.

قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا مَوْتَتَنَا) : هُوَ مَصْدَرٌ مِنِ اسْمِ الْفَاعِلِ. وَقِيلَ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ.

وَ (نُزُلًا) : تَمْيِيزٌ.

وَ (شَوْبًا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مَشُوبٍ، وَأَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا عَلَى بَابِهِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤) وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (٧٥) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ) : قَدْ ذُكِرَ فِي النَّمْلِ.

(فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) : الْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ نَحْنُ.

وَ «هُمْ» : فَصْلٌ.

وَ (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِتَرَكْنَا. وَقِيلَ: هُوَ تَفْسِيرُ مَفْعُولٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ تَرَكْنَا عَلَيْهِ ثَنَاءً هُوَ سَلَامٌ.

وَقِيلَ: مَعْنَى «تَرَكْنَا» قُلْنَا. وَقِيلَ: الْقَوْلُ مُقَدَّرٌ.

وَقُرِئَ شَاذًّا بِالنَّصْبِ، وَهُوَ مَفْعُولُ «تَرَكْنَا» وَهَكَذَا مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْآيِ.

وَ (كَذَلِكَ) : نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ جَزَاءً كَذَلِكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>