للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَعَزَّنِي) : بِالتَّشْدِيدِ؛ أَيْ غَلَبَنِي.

وَقُرِئَ شَاذًّا بِالتَّخْفِيفِ، وَالْمَعْنَى: وَاحِدٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ وَعِزَ بِكَذَا، إِذَا أَمَرَ بِهِ؛ وَهَذَا بِعِيدٌ؛ لِأَنَّ قَبْلَهُ فِعْلًا يَكُونُ هَذَا مَعْطُوفًا عَلَيْهِ؛ كَذَا ذَكَرَ بَعْضُهُمْ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَذْفُ الْقَوْلِ؛ أَيْ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا، وَقَالَ: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ.

وَ (سُؤَالِ نَعْجَتِكَ) : مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ بِهِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : اسْتِثْنَاءٌ مِنِ الْجِنْسِ، وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ بَعْضُهُمْ؛ وَ «مَا» : زَائِدَةٌ، وَ «هُمْ» : مُبْتَدَأٌ، وَ «قَلِيلٌ» : خَبَرُهُ، وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: وَهُمْ قَلِيلٌ مِنْهُمْ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَتَنَّاهُ) : بِتَشْدِيدِ النُّونِ عَلَى إِضَافَةِ الْفِعْلِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِالتَّخْفِيفِ عَلَى إِضَافَتِهِ إِلَى الْمَلِكَيْنِ.

(رَاكِعًا) : حَالٌ مُقَدَّرَةٌ. . .

وَ (ذَلِكَ) : مَفْعُولُ «غَفَرْنَا» . وَقِيلَ: خَبَرُ مُبْتَدَأٍ؛ أَيِ الْأَمْرُ ذَلِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (٢٤)) .

(فَيُضِلَّكَ) : مَنْصُوبٌ عَلَى الْجَوَابِ. وَقِيلَ: مَجْزُومٌ عَطْفًا عَلَى النَّهْيِ، وَفُتِحَتِ اللَّامُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>