للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ قَدَّمَ) : هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي. وَ «فَزِدْهُ» : الْخَبَرُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «مَنْ» نَصْبًا؛ أَيْ فَزِدْ مَنْ قَدَّمَ.

وَقِيلَ: هِيَ اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّعْظِيمِ؛ فَيَكُونُ مُبْتَدَأً، وَقَدَّمَ الْخَبَرَ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ. وَفِيهِ ضَعْفٌ.

وَ (ضِعْفًا) : نَعْتٌ لِعَذَابٍ؛ أَيْ مُضَاعَفًا.

وَ (فِي النَّارِ) : ظَرْفٌ لِزِدْ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْهَاءِ؛ أَيْ زِدْهُ كَائِنًا فِي النَّارِ؛ وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا ثَانِيًا لِعَذَابٍ، أَوْ حَالًا؛ لِأَنَّهُ قَدْ وُصِفَ.

قَالَ تَعَالَى: (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَتَّخَذْنَاهُمْ) : يُقْرَأُ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ؛ لِأَنَّهَا لِلِاسْتِفْهَامِ؛ وَبِالْوَصْلِ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ لِدَلَالَةِ أَمْ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: الْأَوَّلُ خَبَرٌ، وَهُوَ وَصْفٌ فِي الْمَعْنَى لِرِجَالٍ. وَ «أَمْ» اسْتِفْهَامٌ؛ أَيْ أَهُمْ مَفْقُودُونَ أَمْ زَاغَتْ.

وَ (سِخْرِيًّا) : قَدْ ذُكِرَ فِي «الْمُؤْمِنُونَ» .

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) : هُوَ بَدَلٌ مِنَ «حَقٌّ» أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ هُوَ تَخَاصُمٌ.

وَلَوْ قِيلَ: هُوَ مَرْفُوعٌ لِحَقٍّ لَكَانَ بَعِيدًا؛ لِأَنَّهُ يَصِيرُ جُمْلَةً، وَلَا ضَمِيرَ فِيهَا يَعُودُ عَلَى اسْمِ «إِنَّ» .

قَالَ تَعَالَى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وَأَنْ يَكُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>