للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: مُشْتَقٌّ مِنْ لَاتَ يَلِيتُ، فَالتَّاءُ عَلَى هَذَا أَصْلٌ.

وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، قَالُوا: وَهُوَ رَجُلٌ كَانَ يَلِتُّ لِلْحَاجِّ السَّوِيقَ وَغَيْرَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُبِدَ ذَلِكَ الْحَجَرُ. وَالْعُزَّى: فُعْلَى مِنَ الْعِزِّ.

(وَمَنَاةَ) : عَلَمٌ لِصَنَمٍ؛ وَأَلِفُهُ مِنْ يَاءٍ؛ لِقَوْلِكَ: مَنَى يَمْنِي، إِذَا قَدَرَ؛ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْوَاوِ، وَمِنْهُ مَنَوَانِ. وَ (الْأُخْرَى) : تَوْكِيدٌ؛ لِأَنَّ الثَّالِثَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا أُخْرَى.

قَالَ تَعَالَى: (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (ضِيزَى) : أَصْلُهُ ضُوزَى مِثْلَ: طُوبَى، كُسِرَ أَوَّلُهَا، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً، وَلَيْسَتْ فِعْلَى فِي الْأَصْلِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ إِلَّا مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ مِنْ قَوْلِهِمْ؛ رَجُلٌ كِيصَى، وَمِيتَةٌ حِيكَى. وَحَكَى غَيْرُهُ: امْرَأَةٌ عِزْهَى، وَامْرَأَةٌ سِعْلَى، وَالْمَعْرُوفُ عَزْهَاةٌ وَسِعْلَاةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ هَمَزَ «ضِيزَى» .

قَالَ تَعَالَى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (٢٣) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَسْمَاءٌ) : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى ذَوَاتِ أَسْمَاءٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (سَمَّيْتُمُوهَا) لِأَنَّ لَفْظَ الِاسْمِ لَا يُسَمَّى.

وَ (أَمْ) : هُنَا مُنْقَطِعَةٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>