للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى إِنِ الشَّرْطِيَّةِ، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى بَابِهَا مَاضِيَةٌ، وَالْمَعْنَى: إِنَّكُمْ تَرَكْتُمْ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى، فَتَدَارَكُوهُ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ.

قَالَ تَعَالَى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (اسْتَحْوَذَ) : إِنَّمَا صَحَّتِ الْوَاوُ هُنَا بِنْيَةً عَلَى الْأَصْلِ، وَقِيَاسُهُ اسْتَحَاذَ، مِثْلَ اسْتَقَامَ.

قَالَ تَعَالَى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَأَغْلِبَنَّ) : هُوَ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ.

وَقِيلَ: هُوَ جَوَابُ كَتَبَ؛ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى قَالَ.

قَالَ تَعَالَى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُوَادُّونَ) : هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِتَجِدُ، أَوْ حَالٌ، أَوْ صِفَةٌ لِقَوْمٍ.

وَ «تَجِدُ» : بِمَعْنَى تُصَادِفُ عَلَى هَذَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>